Interview #10: من المدرسة إلى المتراس أو الحرب دفاعاً عن الطائفة

  • بداية الحرب والنزوح من القرية

    علم بوقوع حادثة ما في عين الرمانة عندما كان يحضر محاضرة لكريم بقرادوني في قرية قريبة من قريته، وقد أكّد بقرادوني له الأمر. يشير إلى روايات الإذاعات الخاضعة للرقابة مقابل رواية يتبنّاها هو تبدأ بحادثة قتل جوزيف أبو عاصي كفعل، وتتبعها واقعة البوسطة كردة كفعل. كما يذكر مسألة اتهام الكتائب من قبل الأحزاب اليسارية وكمال جنبلاط، وبروز شعار عزل الكتائب.
    بُعيد اندلاع الحرب أوكلت إليه مهمة الحراسة في القرية حتى آذار الـ76، بعدها ترك المهمّة متوجّهاً إلى عين الرمّانة. ويسرد في هذا الإطار ما واجهه في الطريق إلى بيروت كحادثة استعماله إفادته المدرسية الصادرة عن مدرسة بعقلين كوسيلة تعريف من أجل إيهام المسلّح الاشتراكي على الحاجز بأنه من منطقة صديقة، بالإضافة إلى وقوع بذلة رفيقه العسكرية التي تحمل شعار حزب الكتائب من السيارة في قرية درزية، وتهريب سلاحه بطريقة ذكية.

  • المشاركة في الحرب ومخاطرها

    عند اندلاع الحرب كان لا يزال تلميذاً في الصفّ الأوّل ثانويّ في مدرسة بعقلين، ترك قريته، مزرعة الضهر، وتوجه إلى بيروت ليُرابط على متراس في منطقة غاليري سمعان، حتى الهدنة التي أنهت حرب السنتين. ويحدّث في هذا الشأن عن المخاطر التي تعرّض لها في تلك الفترة، من سقوط قذيفة بجانبه، إلى مخاطر القنص الدائم. ويعرِّج في هذا السياق على تحوّل منطقة الوسط إلى خط تماسّ بعد سقوط الهوليداي إنّ والتدخّل السّوري، نتيجة لتهديد كمال جنبلاط بالحسم انطلاقاً من منطقة عيون السيمان.

  • اغتيال كمال جنبلاط، والحاجة لحماية القرية من ردة الفعل

    يشير إلى حادثِ اغتيال كمال جنبلاط وحالات الانتقام التي تبعتها، يومئذٍ قام هو باتصالات من أجل تثبيت حاجر للردع «السوري» في وسط القرية من أجل طمأنة السكان المسيحيين هناك، هذا بالإضافة إلى مساهمته في إرسال السّلاح والمقاتلين إلى القرية من أجل الدّفاع عنها في وجه التّعديات.

  • صعوبات الحرب، ويوميات مثقلة بالحياة العسكرية

    من أهم الصّعوبات التي واجهت النّاس أيام الحرب: مسألة الاتصال والاطمئنان على الأهل والأقارب، كذلك الأمر بالنسبة لصعوبة التنقل الناجمة عن أزمة البنزين.
    هاجس عدم إمكانية متابعة الدراسة، مضافاً إليه عبء القيام بأعمال لا تتناسب ومراهقته، كحَمل السّلاح والحِراسة والشّعور الدّائم بعدم الأمان، كل ذلك شكّل ضغطاً نفسياً كبيراً جداً عليه.
    أُصيب في الحرب إصابة طفيفة في يده. لبِس البذلة العسكرية في يوم زفافه وقد كانت زوجته ناشطة في صفوف القوات اللبنانية.
    له تجربة مع طوابير الخُبز يوم وقف لابساً بذلته العسكرية ولم يُقدِم على تجاوز الناس بالرغم من تعجّب أحد المنتظرين، كونه لم يمارس التسلّط كغيره من العسكر.

  • ذاكرة الإجتياح، اغتيال بشير الجميّل

    في فترة الاجتياح كان لا يزال في المرحلة الأخيرة من دراسته الجامعية، وكان يسكن في قريته الشّوفية يوم مرّ الموكب الإسرائيلي في البلدة وأطلق النار على المنازل لكنه لم يتعرض لسكانها، باستثناء حادث عرضي تسبب بمقتل أحد الأشخاص.
    تلقّى خبر اغتيال بشير الجميّل عن طريق وسائل الإعلام التي أذاعت في البدء أنه تعرّض لمحاولة اغتيال ونجا منها، ولكن وبعد ساعات، وصله تأكيد خبر مقتل بشير كما يسمّيه عن طريق رفاقه في القوات اللبنانية. كان وقع الصدمة عليه لا يوصف باعتبار أن الشخص، الزعيم، يمثل الحُلُم بالنسبة للّبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً. يروي أيضاً عن الفرحة التي اعترت بعض الدروز وإطلاقهم النّار في الهواء ابتهاجاً، ويشير إلى تلاسنه مع شخص عبّر عن بهجته بالخبر، انقضت المسألة بضربه له لكن الأمر لم يصل إلى حد القتل. حصلت مصادمات في بعض المناطق المتعددة الطوائف والمتجاورة، ارتُكبت مجزرة صبرا وشاتيلا فحاولت إسرائيل إلصاق التهمة بالقوات لكن اغتيال الياس حبيقة أظهر زيف هذا المخطط بحسب رأيه.

  • حرب التحرير: خدمته في المجلس الحربي للقوات

    حصلت حرب التحرير في الفترة التي كان قد ترفّع فيها إلى رتبة نقيب في الشعبة الأولى المركزية في المجلس الحربي للقوات اللبنانية، لذلك يتحدث عن هذه المرحلة وعن حرب الإلغاء وعن عملية 13 تشرين 1990 من موقع المتابع العسكري، فيحدد مواقع ومراكز الطرفين المتصارعين، ويشير إلى تبادل الأخبار حول سير المعارك.
    لا ينسى ذِكر الدعم الذي قدّمته القوات للعماد عون في حرب التحرير، عن طريق الإسناد المدفعي بعشرات الألوف من القذائف، وهذا ما شهده شخصياً.
    وقد قُصف المجلس العسكري حيث كان يعمل في فترة المعركة مع عون، فانتقل العمل إلى الطوابق المحمية تحت الأرض، وبقي الأمر على هذه الحال حتى نهاية المعركة.

  • التحقيق معه بقضية تفجير كنيسة سيّدة النجاة: من بقايا الحرب

    يشير إلى التحقيق في تفجير كنيسة سيّدة النجاة لأنه كان يعمل في المبنى الذي قيل إن المتفجرة أُعدّت فيه، ويُحدّث عن الشهادة وتحقيقات مخابرات الجيش، وعن الدفاع وعن التهمة التي لُفّقت تلفيقاً برأيه.

  • مطلوب على الحواجز السورية

    تخطّى الحواجز العسكرية وموّه شخصيته لأنه كان يعلم أنه مطلوب على الحواجز السورية، وقد أُخبر بذلك عن طريق معارفه في سوريا. فكان يتنقل ببطاقات وهمية وهذا ما جنّبه الاعتقال في مرات كثيرة، رغم الشك الذي ساور جنوداً على حاجز سوري في مرة من المرات وما رافق ذلك من توتّر أصابه ورفاقه.

  • دروس الحرب

    ما تعلّمه من الحرب هو تقبّل الآخر والصبر والتسامح، فالحرب كريهة ولا يجب أن تتكرر. عن مشاركته فيها يقول إنه كان مضطراً للدفاع عن المجموعة الدّينية والثقافية التي ينتمي إليها، لكنّه يشير في المقابل إلى أنه أصبح اليوم ينظر بالمنظار اللّبناني الشامل وليس بمنظار الطّائفة فقط.

  • توازن الرعب، أدواته الجثث

    يقدّم ما يشبه التبرير عندما يتحدث عن المجازر التي حدثت في الحرب، وخصوصاً فيما خصّ التّمثيل المتبادل بجثث المقاتلين، فهي من وجهة نظر الطرف الذي ينتمي اليه تمثل نوعاً من توازن الرعب مقابل الممارسات التي حصلت من الطرف الآخر. لكنه يعود ويصف هذه الممارسات بالبشعة.