Interview #9: قرف الحرب محفّز الذاكرة

  • القلق سمة الحرب ودافع التعاون

    حالة الخوف والهمّ المتبادل حكمت العلاقات القائمة بين النّاس في الحرب، وسيطر القلق عليها، حتى إذا خرج أحد أفراد العائلة من المنزل انشغلت العائلة إلى حين الاطمئنان عليه. أمّا عن الاطمئنان على الأهل فكان يتم عبر الهاتف.
    الجرحى الذين سقطوا بالقرب منهم كان يتم نقلهم بسهولة، نظراً لقرب المستشفى وتعاون الناس فيما بينهم.
    احتفلت بالأعياد في الحمّام أو الملجأ بسبب القصف، أما في حال توقفه فكان الاحتفال يجري بشكل طبيعي.

  • السكن والتنقل

    إبنة منطقة الشوف، كانت تبلغ من العمر 25 عاماً عندما بدأت الحرب، سكنت منطقة الأشرفية. كانت تختبئ في المنزل في أوقات المعارك وتذكر أنها ذات يوم عندما اشتد القصف اختبأت في حمّام المنزل.
    إذا حدث القصف، وكانت متواجدة في عملها تلازم مكانها حتى يعمّ الهدوء فتعود إلى المنزل وتختبئ هناك. وكانت تنتقل إلى «الجبل» إذا اشتدّ القصف.
    حاولت تحاشي المرور على الحواجز والمعابر، خاصة في أوقات القصف.

  • لم ينقطع الغذاء بل سُرق وارتفع ثمنه

    لم تشعر بالنقص في المواد الغذائية كثيراً، لأنها كانت متوفّرة حينها، لكنّ المشكلة كانت في غلاء أسعارها.
    تذكر أنه بعد أن سُرق المرفأ عرض السّارقون بضاعتهم المسروقة على جنبات الطرقات فاشترت منهم ما ساعدها على سدّ حاجتها وقتها.
    تتحدث عن الانتظار الذي كان يتطلب ساعات على أبواب الأفران ، وتعزو سبب أزمة الخبز إلى أن البعض فضّل تهريب الخبز وبيعه في قبرص عوضاً عن طرحه في الأسواق اللبنانية.

  • انقطاع المياه والكهرباء

    حرب الإلغاء كانت مناسبة لتفاقم مشكلة المياه، فكانوا ينتظرون 3 ساعات يومياً من أجل الحصول على بعض الغالونات الممتلئة. لم تكن هذه المشكلة موجودة في بداية الحرب، لكن انقطاع المياه بعدها فرض عليهم جلب المياه بالغالونات.
    واجه الناس مشكلة انقطاع التّيار الكهربائيّ التي حدثت بعد فترة من بداية الحرب باستعمال بطّاريات السّيارات وبعدها استخدموا المولّدات.

  • تتذكر أحداث الحرب لأنها مدعاة للقرف

    تذكر الكثير من أحداث الحرب بسبب القرف الذي سببّته لها. وتعتبر أنّ الواقع اللّبناني لن يتغير أبداً لأن اللبنانيين منقسمون على أنفسهم. كرّ وفرّ دائماً بين مسلمين ومسيحيين وبين أبناء الطائفة الواحدة.
    تذكر أنّهم كانوا في مناسبة دينية عندما بدأ القصف بعد أن وقعت حادثة بوسطة عين الرمانة الّتي قتل فيها بعض الأشخاص. وتشير إلى مقتل عمها في مجزرة قام بها الفلسطينيون في منطقة المشرف قتل فيها أكثر من 14 شخصاً

  • محطّات الحرب: معارك، مصالحات ودفن

    تُعدّد أحداث الحرب كحرب السنتين ومقتل بشير الجميّل وطوني فرنجية، وابنة بشير الجميّل. لم يتوقّف الأفرقاء في الحرب عن وضع المتفجرات وقتل الناس، بحيث ارتبطت حظوظ الناس بالنجاة بالقدر.
    حدثت المصالحات بين الزعامات ودفن الناس موتاهم. ولا يزال السياسيون على المنوال نفسه من الميل إلى بثّ روح الفرقة بين اللّبنانيين، ولذا يمكن للحرب أن تندلع في أية لحظة، ونعود إلى أصوات المدافع.
    تشير إلى أنّ جدها عاش الحرب العالمية الأولى وابنه عاش الحرب الثانية وعاش أولادهم الحرب اللبنانية، بحيث أصبح هناك قانون تتجدد معه الحرب كل عشرين سنة.